بالنسبة لمعظم الأشخاص، فإن الأحلام عادةً ما تكون عبارة عن رؤى بصرية إلى حد كبير، وذلك لأن حاسة البصر هي من أكثر الحواس الخمس استخداماً، ولكن هذا الأمر ليس صحيحاً بالنسبة للجميع، حيث أنه وفقاً لدراسة نشرت من قبل الباحثين من مستشفى
جامعة كوبنهاجن وجلوستروب في الدنمارك في طب النوم في شهر شباط من العام الماضي، فإن أحلام الأشخاص المصابين بالعمى تحتوي على مجموعة أوسع من المدخلات الحسية، بما في ذلك الأصوات والتذوق وغيرها من الحواس الأخرى التي يستخدمونها للتنقل في عالمهم ما عدى البصر.
شملت الدراسة 50 متطوعاً بالغاً، 11 منهم كانوا فاقدين للبصر منذ ولادتهم، و14 منهم أصيبوا بالعمى بعد السنة الأولى من حياتهم، و25 منهم كانوا مبصرين وهؤلاء كانوا بمثابة المجموعة الضابطة، وخلال الأسابيع الأربعة التالية لبدء الدراسة، قام المشاركون بإكمال استبيان حول أحلامهم تم من خلال برنامج مثبت على جهاز كمبيوتر يقوم بقراءة الأسئلة لهم بصوت عالٍ، ويعمل بعدها على تحويل ردودهم اللفظية إلى أجوبة مكتوبة، وكانت الأسئلة المطروحة تدور حول الحواس التي استعملوها في أحلامهم (البصر – السمع – اللمس – الشم – التذوق)، كما كانت الأسئلة أيضاً تطرح تساؤلات حول المحتوى العاطفي للحلم، مثل ما إذا كان الحالم قد شعر بالسعادة أو الخوف أثناء الحلم، إلى جانب المحتوى الموضوعي، مثل مدى واقعية أو غرابة الحلم الذي شاهده المشاركون، وعمّا إذا كانت أحلامهم كوابيساً أم أحلام عادية.
وكما كان متوقعاً، أفاد جميع المشاركين المبصرين بأنهم شاهدوا رؤى بصرية في حلم واحد على الأقل، في حين أشار المشاركون الذين يعانون من العمى الولادي بأن أحلامهم لم تتضمن أي رؤى بصرية على الإطلاق، أما بالنسبة للمجموعة التي تتضمن الأشخاص الذين فقدوا بصرهم بعد السنة الأولى من حياتهم، فقد أشاروا أنهم شاهدوا عدداً قليلاً من الانطباعات البصرية.
أشارت (كيلي والديرز) وهي مدربة تكنولوجية مساعدة أصيبت بالعمى بعد فترة وجيزة من ولادتها، ولكن بقي لديها بعض الإدراك الحسي للضوء، بأن الأشخاص العاديين عادة ما يظنون بأن الأشخاص المصابين بالعمى يرون أحلامهم بذات الطريقة التي يراها الأشخاص الطبيعيون، ولكن الحقيقة إن الأشخاص المصابين بالعمى يرون أحلامهم بذات الطريقة التي يعيشون بها حياتهم الحقيقية، لأن هذا كل ما يعرفونه.
من ناحية ثانية، أشار المشاركون المصابين بالعمى بعد سنة أو أكثر من الولادة إلى أن أحلامهم كانت تتضمن مشاركة مكثفة للحواس الأخرى أكثر من الأشخاص الذين ينتمون إلى المجموعة الضابطة وذلك وفقاً للآتي :
السمع : 86% من المكفوفين سمعوا صوتاً ما في الحلم ، مقابل 64% فقط من المجموعة الضابطة سمعوا صوتاً في أحلامهم.
التذوق : 18% من المكفوفين أشاروا إلى أنهم تذوقوا شيء ما في الحلم، مقابل 7% من المجموعة الضابطة.
الشم : 28% من المكفوفين أفادوا أنهم اشتموا رائحة شيء ما في الحلم، مقابل 15% فقط من المجموعة الضابطة .
اللمس : 70% من المكفوفين أفادوا أنهم قاموا بلمس شيء ما في أحلامهم، مقابل 45% فقط من المجموعة الضابطة.
أما بالنسبة للأشخاص المصابين بالعمى الولادي، فقد أشار 93% منهم بأنهم سمعوا أصواتاً في أحلامهم، و26% تذوقوا طعم شيء ما، 40% اشتموا رائحة في حلم واحد على الأقل، و76% أحسوا بشعورهم للمس شيء ما.
تجدر الإشارة إلى أن أحلام المتطوعين المكفوفين كانت بذات غرابة أحلام نظرائهم من المبصرين، كما أظهرت أحلام كلا المجموعتين أيضاً مقداراً متماثلاً من النجاحات والإخفاقات والتفاعلات الاجتماعية، وذات الوتيرة والكثافة العاطفية.
أظهرت الدراسة أيضاً أن الأشخاص المكفوفين هم أكثر تعرضاً لرؤية الكوابيس أثناء نومهم، حيث ذكر حوالي 25% من المشاركين المصابين بالعمى منذ الولادة أن واحداً على الأقل من أحلامهم كان كابوساً، مقابل 7% من الأشخاص الذين أصيبوا بالعمى في وقت لاحق من حياتهم، و6 % من المجموعة الضابطة، وحتى الآن لم يتوصل الباحثون إلى السبب الحقيقي الذي يقف وراء هذه الظاهرة، ولكنهم يعتقدون بأن التفسير قد يكمن في إحدى النظريات التي تقول بأن الكوابيس تسمح لنا باكتشاف الأشياء من حولنا بأمان وتجنب التهديدات الحقيقية التي قد تنتج عنها، وبالطبع فإن كوابيس المشاركين المصابين بالعمى منذ الولادة تعكس التهديدات التي توجد في العالم الحقيقي التي غالباً ما تواجههم، كأن تقوم سيارة بدهسهم مثلاً.
أشار الباحثون أخيراً بأن أحلام كلا الفريقين – المكفوفين والمبصرين- كانت تميل للتعبير عن التجارب التي يعيشونها في حالة اليقظة، بما في ذلك رغباتهم ومخاوفهم وروتينهم اليومي، وبذلك فقد تبين في نهاية المطاف أن الأشخاص بشكل عام لا يختلفون كثيراً عن بعضهم.
جامعة كوبنهاجن وجلوستروب في الدنمارك في طب النوم في شهر شباط من العام الماضي، فإن أحلام الأشخاص المصابين بالعمى تحتوي على مجموعة أوسع من المدخلات الحسية، بما في ذلك الأصوات والتذوق وغيرها من الحواس الأخرى التي يستخدمونها للتنقل في عالمهم ما عدى البصر.
شملت الدراسة 50 متطوعاً بالغاً، 11 منهم كانوا فاقدين للبصر منذ ولادتهم، و14 منهم أصيبوا بالعمى بعد السنة الأولى من حياتهم، و25 منهم كانوا مبصرين وهؤلاء كانوا بمثابة المجموعة الضابطة، وخلال الأسابيع الأربعة التالية لبدء الدراسة، قام المشاركون بإكمال استبيان حول أحلامهم تم من خلال برنامج مثبت على جهاز كمبيوتر يقوم بقراءة الأسئلة لهم بصوت عالٍ، ويعمل بعدها على تحويل ردودهم اللفظية إلى أجوبة مكتوبة، وكانت الأسئلة المطروحة تدور حول الحواس التي استعملوها في أحلامهم (البصر – السمع – اللمس – الشم – التذوق)، كما كانت الأسئلة أيضاً تطرح تساؤلات حول المحتوى العاطفي للحلم، مثل ما إذا كان الحالم قد شعر بالسعادة أو الخوف أثناء الحلم، إلى جانب المحتوى الموضوعي، مثل مدى واقعية أو غرابة الحلم الذي شاهده المشاركون، وعمّا إذا كانت أحلامهم كوابيساً أم أحلام عادية.
وكما كان متوقعاً، أفاد جميع المشاركين المبصرين بأنهم شاهدوا رؤى بصرية في حلم واحد على الأقل، في حين أشار المشاركون الذين يعانون من العمى الولادي بأن أحلامهم لم تتضمن أي رؤى بصرية على الإطلاق، أما بالنسبة للمجموعة التي تتضمن الأشخاص الذين فقدوا بصرهم بعد السنة الأولى من حياتهم، فقد أشاروا أنهم شاهدوا عدداً قليلاً من الانطباعات البصرية.
أشارت (كيلي والديرز) وهي مدربة تكنولوجية مساعدة أصيبت بالعمى بعد فترة وجيزة من ولادتها، ولكن بقي لديها بعض الإدراك الحسي للضوء، بأن الأشخاص العاديين عادة ما يظنون بأن الأشخاص المصابين بالعمى يرون أحلامهم بذات الطريقة التي يراها الأشخاص الطبيعيون، ولكن الحقيقة إن الأشخاص المصابين بالعمى يرون أحلامهم بذات الطريقة التي يعيشون بها حياتهم الحقيقية، لأن هذا كل ما يعرفونه.
من ناحية ثانية، أشار المشاركون المصابين بالعمى بعد سنة أو أكثر من الولادة إلى أن أحلامهم كانت تتضمن مشاركة مكثفة للحواس الأخرى أكثر من الأشخاص الذين ينتمون إلى المجموعة الضابطة وذلك وفقاً للآتي :
السمع : 86% من المكفوفين سمعوا صوتاً ما في الحلم ، مقابل 64% فقط من المجموعة الضابطة سمعوا صوتاً في أحلامهم.
التذوق : 18% من المكفوفين أشاروا إلى أنهم تذوقوا شيء ما في الحلم، مقابل 7% من المجموعة الضابطة.
الشم : 28% من المكفوفين أفادوا أنهم اشتموا رائحة شيء ما في الحلم، مقابل 15% فقط من المجموعة الضابطة .
اللمس : 70% من المكفوفين أفادوا أنهم قاموا بلمس شيء ما في أحلامهم، مقابل 45% فقط من المجموعة الضابطة.
أما بالنسبة للأشخاص المصابين بالعمى الولادي، فقد أشار 93% منهم بأنهم سمعوا أصواتاً في أحلامهم، و26% تذوقوا طعم شيء ما، 40% اشتموا رائحة في حلم واحد على الأقل، و76% أحسوا بشعورهم للمس شيء ما.
تجدر الإشارة إلى أن أحلام المتطوعين المكفوفين كانت بذات غرابة أحلام نظرائهم من المبصرين، كما أظهرت أحلام كلا المجموعتين أيضاً مقداراً متماثلاً من النجاحات والإخفاقات والتفاعلات الاجتماعية، وذات الوتيرة والكثافة العاطفية.
أظهرت الدراسة أيضاً أن الأشخاص المكفوفين هم أكثر تعرضاً لرؤية الكوابيس أثناء نومهم، حيث ذكر حوالي 25% من المشاركين المصابين بالعمى منذ الولادة أن واحداً على الأقل من أحلامهم كان كابوساً، مقابل 7% من الأشخاص الذين أصيبوا بالعمى في وقت لاحق من حياتهم، و6 % من المجموعة الضابطة، وحتى الآن لم يتوصل الباحثون إلى السبب الحقيقي الذي يقف وراء هذه الظاهرة، ولكنهم يعتقدون بأن التفسير قد يكمن في إحدى النظريات التي تقول بأن الكوابيس تسمح لنا باكتشاف الأشياء من حولنا بأمان وتجنب التهديدات الحقيقية التي قد تنتج عنها، وبالطبع فإن كوابيس المشاركين المصابين بالعمى منذ الولادة تعكس التهديدات التي توجد في العالم الحقيقي التي غالباً ما تواجههم، كأن تقوم سيارة بدهسهم مثلاً.
أشار الباحثون أخيراً بأن أحلام كلا الفريقين – المكفوفين والمبصرين- كانت تميل للتعبير عن التجارب التي يعيشونها في حالة اليقظة، بما في ذلك رغباتهم ومخاوفهم وروتينهم اليومي، وبذلك فقد تبين في نهاية المطاف أن الأشخاص بشكل عام لا يختلفون كثيراً عن بعضهم.
www.nok6a.com
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق